زعماء أوروبا يضغطون على ترامب لحماية أمن القارة قبل قمته المرتقبة مع بوتين

دعا قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الدفاع عن مصالح وأمن أوروبا خلال قمته المرتقبة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمقرر عقدها في وقت لاحق هذا الأسبوع، وسط استمرار الحرب في أوكرانيا.

ووفقًا لصحيفة الباييس الإسبانية، يسعى القادة الأوروبيون للتأثير على اجتماع الجمعة الذي تم استبعادهم منه، وسط غموض بشأن مشاركة أوكرانيا فيه. وكان ترامب قد صرّح سابقًا برغبته في معرفة ما إذا كان بوتين جادًا في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأثار ترامب قلق الحلفاء الأوروبيين بعد تصريحاته التي ألمح فيها إلى أن أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن أجزاء من أراضيها التي تحتلها روسيا، مشيرًا إلى ضرورة تبادل أراضٍ بين موسكو وكييف، رغم غياب الوضوح بشأن ما قد يتنازل عنه الجانب الروسي.

وتخشى العواصم الأوروبية وأوكرانيا من أن يتمكن بوتين — الذي شنّ أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، واستخدم الطاقة كورقة ضغط — من فرض شروط سلام تخدم مصالحه دون إشراكهم في صياغتها. كما يحذر المسؤولون الأوروبيون من أن أي انتصار روسي في أوكرانيا قد يشجّع الكرملين على استهداف دول أوروبية أخرى.

وفي بيان رسمي صدر صباح اليوم، رحب قادة الاتحاد الأوروبي بـ"جهود الرئيس ترامب لإنهاء حرب العدوان الروسية على أوكرانيا"، لكنهم أكدوا أن "طريق السلام لا يمكن أن يُرسم دون مشاركة أوكرانيا"، مشددين على ضرورة احترام القانون الدولي ومبادئ السيادة ووحدة الأراضي، ورفض أي تغيير للحدود بالقوة.

من جانبه، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة التنازل عن أراضٍ مقابل وقف إطلاق النار، فيما تسيطر روسيا حاليًا بشكل هش على أربع مناطق أوكرانية، اثنتان في الشرق واثنتان في الجنوب.

ميدانيًا، أعلنت القوات البرية الأوكرانية عبر "تلغرام" مقتل جندي وإصابة 11 آخرين في هجوم صاروخي روسي استهدف منشأة تدريب عسكرية، مشيرة إلى أن الجنود كانوا في طريقهم إلى الملاجئ عندما تعرضوا لقصف بذخائر عنقودية.

وفي جبهة دونيتسك، تشير التقارير إلى أن القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة باكروفسك الاستراتيجية، حيث يعتقد محللون عسكريون أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة، إذ سيعني سقوط المدينة تعزيز موقف موسكو قبل القمة المرتقبة، وقطع خطوط إمداد رئيسية للجيش الأوكراني في المنطقة.